كتاب الله على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق ، فالعبارة للعوامّ ، والإشارة للخواصّ ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء (١).
دلالة هذه الروايات على المطلوب بيّنة ، والمراد بالخواصّ غير الأئمة المعبّر عنهم بالأولياء وإلا لا تحدّث معها وصارت الأربعة ثلثه ، مضافا الى مقابلتها للعوامّ فلكلّ من الطوائف الأربع حظّ ونصيب من فهم القرآن وعلمه.
وفي «الاحتجاج» عنه عليهالسلام في حديث الزنديق الذي جاء بأي من القرآن زاعما تناقضها حيث قال عليهالسلام بعد كلام طويل : ثم إن الله جلّ ذكره بسعة رأفته ورحمته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدّلون قسّم كلامه ثلاثة أقسام : فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل ، وقسما لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه ولطف فهمه وحسّه وصحّ تمييزه ممّن شرح الله صدره للإسلام ، وقسما لا يعرفه إلّا الله وأمناؤه الراسخون في العلم الخبر (٢).
وفي العلوي المذكور في «النهج» وغيره بعد قوله تعالى : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) الآية (٣) : فالردّ الى الله الأخذ بمحكم كتابه ، والردّ الى الرسول الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة ، ففي «النهج» في معنى الخوارج : ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا لم تكن الفريق المتولّي عن كتاب الله تعالى قال الله سبحانه : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) (٤) فردّوه الى الله نحكم بكتابه (٥).
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٩ ص ٢٧ ط. القديم عن الدرة الباهرة.
(٢) الاحتجاج : ص ١٣٠ ، وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٣.
(٣) النساء : ٥٩.
(٤) النساء : ٥٩.
(٥) نهج البلاغة لفيض الإسلام ص ٣٧٧.