عنكم أنّ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال ، فقال عليهالسلام : ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون (١).
وعن كنز الفوائد للكراجكي (٢) قال جاء في الحديث أنّ قوما أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : ألست رسول الله تعالى؟ قال لهم : بلى ، قالوا له : وهذا القرآن الذي أتيت به كلام الله تعالى؟ قال عليهالسلام : نعم ، قالوا : فأخبرنا عن قول الله : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٣) ، إذا كان معبودهم معهم في النار فقد عبدوا المسيح ، أفنقول : إنّه في النار؟ فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله إن الله سبحانه أنزل القرآن عليّ بكلام العرب ، والمتعارف في لغتها أنّ ما لما لا يعقل ، ومن لمن يعقل ، والذي يصلح لهما جميعا ، فإن كنتم من العرب فأنتم تعلمون هذا قال الله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ) ، يريد الأصنام التي عبدوها وهي لا تعقل ، والمسيح لا يدخل في جملتها فإنه يعقل ، ولو قال : إنكم ومن تعبدون لدخل المسيح في الجملة ، فقال القوم : صدقت يا رسول الله.
وفي «الكافي» و «المحاسن» عن محمد بن منصور قال سألت عبدا
__________________
(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٤١ ، وسائل الشيعة ج ٢ أبواب ما يكتسب به باب ١٠٠.
(٢) قال مؤلف البحار في مقدمته : وأمّا الكراجكي فهو من أجلّة العلماء والفقهاء والمتكلمين وأسند إليه جميع أرباب الإجازات. وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جل من أتى بعده. وسائر كتبه في غاية المتانة. وقال الشيخ منتجب الدين في فهرسه : الشيخ العالم الثقة أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي فقيه الأصحاب قرء على السيد المرتضى علم الهدى والشيخ الموفق أبي جعفر وله تصانيف منها : كتاب التعجب ، وكتاب النوادر. كان الكراجكي فقيها ، أصوليا ، محدثا ، عالما بالنجوم والهيئة ، نحويا لغويا ، طبيبا متكلما. من كبار العلماء وأعاظم الإمامية. تلمذ على الشيخ المفيد ، والسيد المرتضى وسافر في طلب العلم الى بلاد كثيرة وأكثر أقامته في الديار المصرية. توفي سنة ٤٤٩.
(٣) الأنبياء : ٩٨.