عقد مفصل أي جعل بين كل لؤلؤتين منه جوهرة ، أو لقلة المنسوخ فيه من قولهم حكم فاصل وفيصل ماض أو لكثرة فواصله في سورة ، أو آياته فإن الفاصلة الخرزة بين الخرزتين ، وأواخر آيات التنزيل بمنزلة قوافي الشعر.
ثمّ إنّ التسمية في هذه الأسماء الأربعة مشهورة بين العامّة ، بل وبين الخاصة أيضا ، وإن توهّم بعض المتأخرين أنّه لا أصل لها في أخبارنا ، بل ذكر السيد (١) في مداركه بعد نقل الشهرة على استحباب قراءة المفصّل في الصلوة أنّه ليس في إخبارنا تصريح بعد هذا الاسم ولا تحديده ، وإنما رواه الجمهور عن عمر (٢) وتبعه البحراني ، في حدائقه قال بعد نقل كلامه : ومن هنا يعلم أنّ الظاهر أنّ أصحابنا (رضي الله عنهم) قد تبعوا في ذلك العامّة ، ثم قال بعد أن حكى عن مجمع البحرين : إن في الحديث فضّلت بالمفصّل.
وفي الخبر أنه ثمان وستون إلخ إنّه ربما أشعر كلامه بأن الأخبار المذكورة في كلامه مرويّة عن طرقنا ، ولم أقف على من نقلها كذلك سواه ، والظاهر أنّها من
__________________
(١) محمد بن علي بن الحسين العاملي صاحب المدارك ، كان فاضلا ، متبحرا ، ماهرا ، محققا ، مدققا ، زاهدا ، عابدا ، ورعا ، فقيها ، محدثا ، جامعا للعلوم والفنون جليل القدر ، عظيم المنزلة قرأ على أبيه وعلى المولى أحمد الأردبيلي وتلامذة جدّ لأمه الشهيد الثاني ، وكان شريك خاله الشيخ حسن في الدرس ، وكان كل منهما يقتدي بالآخر في الصلاة ، ويحضر درسه له كتاب مدارك الأحكام في شرح شرايع الإسلام خرج منه العبادات في ثلاث مجلدات فرغ منه سنة ٩٩٨ وهو من أحسن كتب الاستدلال ، وحاشية الإستبصار ، وحاشية التهذيب ، وحاشية على ألفية الشهيد ، وشرح المختصر النافع وغير ذلك. توفي سنة ١٠٠٩ في قرية جبع. ـ سفينة البحار ج ١ ص ٣٢٨ ـ.
(٢) في بدائع الصنائع ج ١ ص ٢٠٥ كتب عمر بن الخطاب الى أبي موسى الأشعري : أن اقرأ في الفجر والظهر بطول المفصل وفي العصر والعشاء بأوساط المفصل وفي المغرب بقصار المفصل.
ـ تعليقه الحدائق ج ٨ ص ١٧٧ ط. الآخوندي بالنجف ـ