جبل أحد (١) ، وأنّ درجات الجنة على قدر آيات القرآن يقال له : اقرأ وأرق ، بل قد يعدّ الوقف على خصوص الآيات من الترتيل المندوب إليه ، ولذا ورد (٢) أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يقطع قراءته آية آية (٣).
وأمّا سبب الاختلاف فيها مبني على اختلاف أنظارهم كغيره من الاختلافات الكثيرة الواقعة في الموادّ والهيئات المستندة إليها ، أو الى اختلاف المصاحف ، نعم ذكر في «برهان القارئ» تبعا لهم أنّ الموجب هو النقل والتوقيف ، قال ويؤيّده ما رواه عاصم عن ذرّ عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : اختلفنا في سورة من القرآن ، فقال بعضنا ثلاثين ، وقال بعضنا اثنتين وثلاثين ، فأتينا رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبرناه فتغيّر لونه ، فأسرّ الى علي بن أبي طالب عليهالسلام بشيء ، فالتفت إلينا عليّ عليهالسلام فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمركم أن تقرأوا القرآن كما علّمتموه (٤) ، قال وفي هذا دليل على أن العدد راجع الى التعليم ، وفيه أيضا دليل على تصويب العددين.
أقول بل لعلّ الأظهر فيه على فرض صحّة الخبر أنّ العدد الحقّ هو ما أسرّه النبي صلىاللهعليهوآله الى مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام إرشادا لهم الى سؤاله والأخذ منه ، حيث إنّه عليهالسلام باب مدينة حكمته عليهالسلام وحيث إنّه صلىاللهعليهوآله علم أنّ الناس لا يأتون البيوت من
__________________
(١) معاني الأخبار ص ١٤٧ عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٢) أمالي الصدوق ص ٢١٦ عن الصادق عليهالسلام.
(٣) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٧٨ عن أمّ سلمة.
(٤) روى أحمد بن حنبل وابن بطة وأبو يعلى في مصنفاتهم عن الأعمش عن أبي بكر ابن أبي عيّاش في خبر طويل : أنه قرأ رجلان ثلاثين آية من الأحقاف ، فاختلفا في قراءتهما فقال ابن مسعود : هذا الخلاف ما أقرأه فذهبت بهما الى النبي صلىاللهعليهوآله فغضب وعلىّ عنده فقال علي عليهالسلام : رسول الله يأمركم أن تقرأوا ما علّمتم. بحار الأنوار ج ٩٢ ص ٥٣ ط ط. الآخوندي بطهران.