الأبواب أمرهم بالقراءة كما علّموا ، وفي معناه ما روي عن مولانا الصادق عليهالسلام اقرأوا كما علّمتم حتى يجيء من يعلّمكم (١).
وأمّا الكلمات القرآنية فقد يقال : إنّ مجموعها عند الجميع سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وشيء زائد اختلفوا في تعيينه ، فعند البصريين أربع وستّون ، وعند الكوفيين والشاميين ثلاثون ، وعن أهل الحرمين تسع وثمانون ، وربما يحكى عن الكوفيّين خمسون ، وعن حميد بن الأعرج عشرون ، وعن إبراهيم التميمي تسع وتسعون ، وعن عطاء تسع وثلاثون ، وعن عبد العزيز ست وثلاثون ، وعن البصريين سبع وثلاثون الى غير ذلك من الأقوال الكثيرة التي لا طائل تحت التعرّض لها فضلا عن الترجيح بينها ، نعم في «برهان القارئ» : عدّدنا الكلمات فكانت اثنتين وسبعين ألفا ، ولعلّه سهو منه ، وكان منشأ الاختلاف في الأعداد هو الاختلاف في تعيين الكلمات ، نعم في «جواهر التفسير» : أنّ أقصرها حرفان ، كمن و (عن) و (ما) و (لا) ، وإن جاء كثير من حروف المعاني على حرف واحد كواو العطف وهمزة الاستفهام ، والباء الجارّة لكنّها لمّا لم يتنطق بها مفردة لم يعتبروها رأسا ، وأطولهما عشرة أحرف مثل : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) (٢). وأمّا قوله : (فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) (٣) فهو وإن كان في اللفظ أحد
__________________
(١) في الكافي بإسناده عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليهالسلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ـ فقال أبو عبد الله عليهالسلام كفّ عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عزوجل على حدّه إلخ. الكافي كتاب فضل القرآن باب النوادر حديث ٢٣. وفيه أيضا عن سفيان بن السمط قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن تنزيل القرآن قال عليهالسلام : اقرءوا كما علمتم. المصدر السابق ج ٢ ص ٦٣١.
(٢) النور : ٥٥.
(٣) الحجر : ٢٢.