الملائكة المستغفرين لشيعته الناجين بمحبّته؟ قلت : بلى ، قال عليهالسلام : فعليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه إذن قسيم الجنّة والنّار عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى ، يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلّا إلى أهله (١).
أقول : أنّ مجرّد السنخيّة والنوعيّة وإن أفاد شمول الخطابات وعموم الأحكام بعد مساعدة ما يدلّ على عموم الموضوع تنزيلا أو تأويلا إلّا أنّه لا يقضى باختصاص القرآن بهم وبشيعتهم وأعدائهم إلّا مع ملاحظة الأصالة التبعيّة حسبما سمعت فيما استفدناه من الأخبار ، وإلّا فكلّ الناس في ذلك شرع سوء ، فأين الإختصاص ، وعلى كلّ حال فالأخبار متواترة على نزول القرآن فيهم وفي شيعتهم وفي أعدائهم ، بل هذا الأمر كان مشهورا عند المؤالف والمخالف.
ففي الاحتجاج عن سليم بن قيس قال : قدم معاوية بن أبي سفيان حاجّا في خلافته فاستقبله أهل المدينة ، فنظر فإذا الّذين استقبلوه ما منهم قرشي فلمّا نزل قال : ما فعلت الأنصار وما بالهم لم يستقبلوني؟
فقيل لهم : إنّهم محتاجون ليس لهم دوابّ ، فقال معاوية : وأين نواضحهم؟ فقال قيس (٢) بن سعد بن عبادة ، وكان سيّد الأنصار وابن سيّدها : أفنوها يوم بدر وأحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلىاللهعليهوآله حين ضربوك وأباك على الإسلام
__________________
(١) تفسير الصافي ج ١ ص ١٥ المقدمة الثالثة عن علل الشرائع ص ٦٥ ـ بحار الأنوار ج ٣٩ ص ١٩٤ عن العلل.
(٢) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصارى الخزرجي المدني صحابيّ من دهاة العرب وأجوادهم ، كان بين يدي النبي صلىاللهعليهوآله بمنزلة الشرطي من الأمير ، وكان من أطول الناس وأجملهم ، هرب من معاوية سنة (٥٨) ، وسكن تفليس فمات بها سنة (٦٠) ، الاعلام ج ٦ / ٥٦.