عداوة للمؤمنين ، مضافا إلى ظهور وجود أهل اللّسان في كل زمان وأوان بكلّ مكان ، واتّفاق الجميع بحصول الإعجاز بحيث لم يظهر إلى الآن المعارضة من فصحاء نجد ، واليمن ، والعراق ، والحجاز.
ومنها : نظمه العجيب وأسلوبه الغريب الّذي لا يشبه شيئا من أساليب الكلام للعرب العرباء ، ولا صنفا من صنوف تركيبات مصاقع الخطباء ، ولا فنّا من فنون توصيفات بلغاء الأدباء ، بحيث تنادي كلّ جزء منه من الآيات والسور : ما يشبه نقد الكلام البشر ، ولذا لمّا عجز الوليد عن معارضته ، قال : (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) مع شيوع الفصاحة وغلبتها في ذلك الزمان ، بل ربما يظهر من بعض الأخبار ، ويؤيّده الاعتبار أنّ الأولى في معجزة كل نبيّ أن تكون من سنخ الصنعة الغالبة على أهل زمانه.
كما روى في «العلل» و «العيون» و «الاحتجاج» عن ابن السكّيت (١) أنّه قال لأبى الحسن الرّضا عليهالسلام : لماذا بعث الله موسى بن عمران عليهالسلام بيده البيضاء والعصاء ، وآلة السّحر ، وبعث الله عيسى عليهالسلام بالطبّ ، وبعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآله بالكلام والخطب ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى لمّا بعث موسى عليهالسلام كان الغالب على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عند الله عزوجل بما لم يكن في وسع القوم مثله وبما أبطل به سحرهم ، وأثبت به الحجّة عليهم ، وأنّ الله تبارك وتعالى بعث عيسى عليهالسلام في وقت ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس الى الطبّ فأتاهم من عند الله عزوجل بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيى لهم الموتى ، وأبرأ الأكمه
__________________
(١) ابن السكيت : يعقوب أبو يوسف كان من أكابر اللغويّين من الاماميّة ولد في بغداد سنة (١٨٦ ه) أدرك الامام الرّضا عليهالسلام واستفاد منه في أبان شبابه ، واتصل بالمتوكل العبّاسى وجعله المتوكّل من ندمائه ثمّ قتله لتشيّعه سنة (٢٤٤ ه) ـ الاعلام ج ٩ ص ٢٥٥.