الفريدة في اللغة : أنّ أبا الأسود الدئلي أعرب مصحفا واحدا في خلافة معاوية.
ومنه يظهر أنّ منشأ الاختلافات إنّما هو اختلاف المصاحف العثمانيّة واحتمالاتها.
نعم قد يفسّر الحروف السبعة في الخبر المتقدّم بالقراءات السّبع ، بل قد غلب هذا الوهم على كثير من العامّة حتّى زعموا نزول القرآن على الوجوه السبعة ، لكنّك قد سمعت اختلافهم في معنى الخبر على وجوه تبلغ أربعين وجها ، بل صرّح الفيروزآبادي وابن الأثير كما سمعت على عدم ارادة القراآت السبع.
وقال محمد بن بحر الرهنى : إنّ كلّ واحد من القرّاء قبل أن يتجدّد القارئ الّذى بعده لا يجيز إلّا قراءته ، ثمّ لمّا جاء الثاني انتقل عن المنع الى الجواز وكذا في القراآت السبعة ، فاشتمل كلّ واحد على انكار قراءته ، ثمّ عاد الى خلاف ما أنكره ، ثمّ اقتصروا على هؤلاء السبعة.
ذكر ابن الجزري (١) الشافعي في «تحبير التيسير» في بيان السبب الباعث لتأليفه : إنّي رأيت الجهل قد غلب على كثير من العوامّ ، وشاع عند من لا علم له أنّه لا قراءة إلّا الّذى في هذين الكتابين ، يعنى «التيسير» (٢) و «الشاطبيّة» (٣) وأنّ
__________________
(١) هو محمّد بن محمّد بن على بن يوسف شمس الدين أبو النمير الدمشقي الشافعي الجزري ولد بدمشق سنة (٧٥١) وتوفّي بشيراز سنة (٨٣٣ ه) مصنّفات منها «تجسير التيسير» في القراآت ـ هديّة العارفين ج ٢ ص ١٨٧.
(٢) التيسير في القراآت السبع لأبى عمر وعثمان بن سعيد الداني المتوفى (٤٤٤).
(٣) الشاطبيّة قصيدة في القراآت السبع نظم في هذه القصيدة كتاب «التيسير» لأبى عمر والداني المتقدّم ذكره ، وأبياتها (١١٧٣) بيتا ، وناظمهما أبو محمد القاسم بن فيّرة الشاطبي الضرير المتوفى (٥٩٠) بالقاهرة ، وسمّاها (حرز الأمانى ووجه التهاني) ـ كشف الظنون ج ١ ص ٦٤٦.