السبعة الأحرف المشار إليها بقوله صلىاللهعليهوآله :
«أنزل القرآن على سبعة أحرف» هي قراءات هذه السبعة القرّاء ، وأنّ ما عدى في هذين الكتابين من القراآت شاذّ لا يقرأ به ، أو لا يصحّ وكلّ قول من هذه الأقوال ونحوها باطل لا يلتفت إليه ، وخلف لا يعوّل عند علماء الإسلام عليه ، كما بيّنه غير واحد من الأئمّة ، وأوضحه المقتدى بهم من سراة الأمّة.
وقال في «النشر في القراآت العشر» : لمّا توفّي النبيّ صلىاللهعليهوآله وقام بالأمر أبو بكر ، وقاتل الصّحابة أهل الردّة وأصحاب مسيلمة ، وقتل من الصّحابة نحو خمسمائة صحابي ، أشير على أبى بكر بجمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يذهب بذهاب الصّحابة ، فتوقّف في ذلك من حيث إنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يأمر في ذلك بشيء ، ثمّ اجتمع رأيه ورأى الصحابة على ذلك ، فأمر زيد بن ثابت بتتّبع القرآن وجمعه ، فجمعه في صحف كانت عند أبى بكر حتّى توفّي ثمّ عند عمر حتّى توفّي ، ثمّ عند حفصة ، ولمّا كان في نحو ثلاثين من الهجرة ، في خلافة عثمان حضر حذيفة بن اليمان فتح أرمينية ، وآذربيجان ، فرأى النّاس يختلفون في القرآن ويقول أحدهما للآخر : قراءتي أصحّ من قراءتك فأفزعه ذلك ، وقدم على عثمان وقال : أدرك هذه الامّة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان الى حفصة أن أرسلى إلينا الصحف ننسخها ، ثمّ نردّها إليك ، فأرسلتها إليه. فأمر زيد بن ثابت وعبد الله (١) بن الزبير ، وسعيد (٢) بن العاص ، وعبد الرحمن (٣) بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف ، وقال : إذا اختلفتم أنتم وزيد في
__________________
(١) عبد الله بن الزبير بين العوامّ المقتول بمكة (٧٣).
(٢) سعيد بن العاص بن سعيد الأموي المتوفى (٥٩) ـ الأعلام ج ٣ / ١٤٩.
(٣) عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني المتوفى (٤٣) ـ الاعلام ج ٤ ص ٧٣.