وكان بعده أحمد بن جبير بن محمد الكوفي نزيل أنطاكية ، جمع كتابا في القراآت الخمسة من كلّ مصر واحدا ، وتوفّى سنة (٢٥٨ ه).
وكان بعده القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي ، صاحب قالون ، ألّف كتابا في القراآت ، وجمع فيه قراءة عشرين إماما منهم هؤلاء السبعة ، توفّي سنة (٢٨٢ ه).
وكان بعده الإمام أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، جمع كتابا كافلا سمّاه «الجامع» ، فيه نيف وعشرون قراءة ، توفّي سنة (٣١٠ ه).
وكان في اثره أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمر الداجوني المتوفّى (٣٢٤ ه) ، جمع كتابا في القراآت وأدخل فيه أبا جعفر أحد العشرة.
وكان في اثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد ، إمام القرّاء في عصره ، وهو أول من اقتصر على قراءة هؤلاء السبعة فقط ، توفّي سنة (٣٢٤ ه).
وقام الناس في مصره وبعده وألّفوا في القراآت أنواع التأليفات المشتملة على القراآت العشر ، والأكثر منها أو الأقلّ.
إلى أن قال بعد الإطناب الذي حذفناه للاختصار : ولا زال النّاس يؤلّفون في كثير القراآت وقليلها ، يروون شاذّها وصحيحها بحسب ما وصل إليهم ، أو صحّ لديهم ، ولا ينكر أحد عليهم ، بل هم في ذلك متّبعون سبيل السلف حيث قالوا : القراءة سنّة متّبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ، وما علمنا أحدا أنكر شيئا قرأ به الآخر إلّا ما قدّمنا عن ابن (١) شنبوذ لكونه خرج عن المصحف العثماني ،
__________________
(١) هو : محمد بن احمد بن أيّوب المعروف بابن شنبوذ المقرئ البغدادي المتوفى (٣٢٨) ـ غاية النهاية