والمدّ ، والتسهيل ، والإمالة ، وغيرها ، من الوظائف والآداب المعتبرة عندهم ، أم لا؟
الأظهر الأشهر هو الثاني ، بل لعلّه عليه الإجماع ، بل لم أظفر على مخالف في المقام.
نعم في «جواهر الكلام» أنّ المحكيّ عن «الكفاية» عن بعضهم القول بوجوب مراعاة جميع الصفات المعتبرة عند القرّاء (١).
أقول : ولعلّ المنشأ وقوع السقط في النسخة المحكيّة عنها ، أو وهم من الحاكي حيث وصل بعض العبارة بغيرها ، وهذه عبارة «الكفاية» :
وأوجب بعضهم في القراءة مراعاة المد المتّصل دون المنفصل ، ومراعاة الصفات المعتبرة عند القرّاء ليست واجبة شرعا ، إلّا أن يتوقّف تميز بعض الحروف عن بعضها عليه. انتهى.
وهي كما ترى صريحة في عدم الوجوب وإنّما تصحّ الحكاية في خصوص المدّ المتّصل.
وبالجملة لا ينبغي التأمّل في عدم وجوب ما اعتبروه ممّا لا يرجع الى تمييز الحروف ، أو الى القواعد العربيّة المعهودة المعتبرة ، إذ لا شبهة في وجوب مراعاة ما يئول إليهما ، كالتشديد ، والإعراب الشامل للحركات البنائيّة والسكون ، ووصل الهمزة وقطعها في مواضعهما كى لا تؤل المخالفة إلى زيادة حرف أو نقصانه ، وكالإدغام في الكلمات الّتى بنيت عليه ، وأمّا عند النون والتنوين فستسمع الكلام فيه ، وفي الإدغام الصغير ، والكبير.
__________________
(١) الجواهر ج ٩ ص ٢٩٨.