وكان مع ذلك عالما بالنحو واللّغة.
وفي ترجمة أبان بن تغلب ، عن النجاشي : أنّه كان قارئا من وجوه القرّاء ، فقيها ، لغويّا ، سمع من العرب وحكى عنهم ، وكان مقدّما في كلّ فنّ من العلم ، في القرآن ، والفقه ، والحديث ... الى أن قال : ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القرّاء ، أخبرنا بها أبو الحسن (١) التميمي عن أحمد (٢) بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن يوسف الرازي المقرئ (٣) بالقادسيّة سنة احدى وثمانين ومأتين ، عن أبى نعيم الفضل بن عبد الله بن العبّاس بن معمر الأزدي الطالقاني ، ساكن سواد البصرة سنة خمس وخمسين ومأتين ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أبى مريم صاحب اللؤلؤ ، قال : سمعت أبان بن تغلب ـ وما رأيت أحدا أقرأ منه قطّ ، يقول : إنّما الهمز (٤) رياضة ، وذكر قراءته الى آخرها (٥).
__________________
(١) هو محمّد بن جعفر أبو الحسن التميمي من مشايخ النجاشي ذكره في ترجمة الحسين بن محمّد بن الفرزدق ـ معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ١٧٠.
(٢) هو احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن السبيعي الهمداني الحافظ المعروف بابن عقدة أبو العباس الكوفي ، توفى سنة (٣٣٣ ه) ـ معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٢٧٤.
(٣) ذكره الذهبي في «الميزان الاعتدال» ج ٤ ص ٧٢ وقال : محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي شيخ يروى عنه أبو بكر بن زياد النقّاش ، وذكره الخطب البغدادي في تاريخ بغداد ج ٣ ص ٣٩٧ وقال : قدم قبل (٣٠٠) بغداد.
(٤) في ذيل رجال النجاشي : يعنى أنّ التكلّم بالهمزة والإفصاح عنها مشقّة ورياضة بلا ثمر فلا بدّ فيها من التخفيف ، روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «نزل القرآن بلسان قريش ، وليسوا بأهل نبر ، ولو لا أنّ جبرئيل عليهالسلام نزل بالهمزة على النبي صلىاللهعليهوآله ما همزنا» كما في شرح الشافية لابن الحاجب ج ٣ ص ٣١
والنبر : الهمز.
(٥) رجال النجاشي ج ١ ص ٧٦.