يضرّ ولا ينفع ، فضلا عن مثل هؤلاء الأعلام المقرّبين عندهم.
فعلى هذا يمكن أن يقال : محسّنات القراءة لعلّها كانت محسّنات عند الأئمّة عليهمالسلام أيضا ، فضلا من أن يكون ممّا يلزم ارتكابه عند القرّاء ، مثل مدّ (وَلَا الضَّالِّينَ) ، ونحوه ممّا أمروا به ، وكذا ما منع القرّاء منه ولم يكن ممنوعا من جهة لغة العرب ، ولا من الشارع ، ولا من العقل.
ويؤيّد ما ذكرناه من كون هذا العلم متداولا عند أصحاب الأئمّة عليهمالسلام على وجه يشعر بتقريرهم إيّاهم على ذلك ما رواه الكشي (١) من حمزة (٢) الطيّار ، قال : سألني أبو عبد الله عليهالسلام عن قراءة القرآن ، فقلت : ما أنا بذلك ، فقال عليهالسلام : لكن أبوك ، قال : ثم قال : إنّ رجلا من قريش كان لي صديقا ، وكان عالما قارئا ، فاجتمع هو وأبوك عند ابى جعفر عليهالسلام ، فقال : ليقبل كلّ منكما على صاحبه ويسأل كلّ منكما صاحبه ، ففعلا ، فقال القرشي لأبي جعفر عليهالسلام : قد علمت ما أردت ، أردت أن تعلمني أنّ في أصحابك مثل هذا ، قال عليهالسلام : هو ذاك ، فكيف رأيت ذلك (٣)؟.
وفي ترجمة حمران بن أعين عن رسالة أبى غالب (٤) الزراري أنّ حمران بن أعين من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الّذين لا يشكّ فيهم ، وكان أحد حملة القرآن ، ومن بعده يذكر اسمه في القراآت ، وروى أنّه قرأ على أبي جعفر عليهالسلام ،
__________________
(١) الكشي محمد بن عمر بن عبد العزيز الفقيه الرجالي المتوفى نحو (٣٤٠ ه) ـ الاعلام ج ٧ ص ٢٠١.
(٢) هو حمزة بن محمد الطيّار الكوفي من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام ـ معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٧٩.
(٣) معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٧٩ رقم ٤٦٠٢.
(٤) أبو غالب الزراري : أحمد بن محمد بن سليمان الموثّق ، روى عن الكليني المتوفى (٣٢٩) ، وتوفي سنة (٣٦٨) وكتب رسالته لابن ابنه سنته (٣٥٦) وجدّدها سنة (٣٦٧) ـ رجال بحر العلوم ج ١ ص ٢٢٥.