مثل حمران (١) بن أعين ، الّذى هو في غاية الجلالة عندهم ، وفي نهاية الإخلاص والإطاعة لهم ، وكان ماهرا في علم القراءة على قراءة (٢) حمزة القارى ، والامام الصادق عليهالسلام أمره بمناظرة الشامي في علم القراءة ، والشامي كان مريدا للمناظرة مع الإمام عليهالسلام في هذا العلم فقال : إنّما أريدك لا حمران ، فقال عليهالسلام : إن غلبت حمران فقد غلبتني مناظرة ، فغلب حمران عليه (٣).
ومثله أبان بن (٤) تغلب الثقة الجليل ، فقد ذكروا في ترجمته : أن له قراءة مفردة مشهورة عند القرّاء.
وثعلبة (٥) بن ميمون الّذي قالوا في ترجمته : إنّه كان وجها في أصحابنا ، قارئا ، فقيها ، نحويّا ، لغويّا ، راوية ، حسن العمل ، كثير العبادة والزّهد ، وغيرهم ، من الأجلّة الّذين كانوا ماهرين في هذا العلم ، وفي غاية المتابعة والإطاعة للأئمّة الّذين هم عليهمالسلام قررّوهم عليه ، ولم يتأمّلوا في علمهم ، ولا في عملهم.
ومن المعلوم أنّ مراعاة هذا العلم لأجل العمل في مقام القراءة ، فلو لم يكن مشروعا لكانوا يمنعون أمثال هؤلاء الأجلّة ، وخصوصا مع منعهم الجهّال عمّا لا
__________________
(١) حمران بن أعين ابو حمزة الكوفي من أصحاب الباقر والصادق صلوات الله عليهما ، ترجمه ابن الجزري في غاية النهاية ج ١ ص ٢٦٢ رقم ١١٨٩ وقال : مقرئ كبير ... توفّي حدود (١٣٠ ه) أو قبلها.
(٢) بل حمزة القارى الزيّات كان من تلامذته وروى القراءة عنه عرضا كما قال ابن الجزري في ترجمته.
(٣) بحار الأنوار ج ٤٧ ص ٤٠٧ ح ١١ عن رجال الكشي ص ١٧٨.
(٤) أبان بن تغلب أبو سعيد الربعي الكوفي النحوي المقرئ الجليل من أصحاب السجّاد والباقر والصادق صلوات الله عليهم ، توفّي سنة (١٤١).
(٥) ثعلبة بن ميمون أبو إسحاق النحوي الكوفي كان من أصحاب الصادق والكاظم عليهما صلوات الله ، وروى (١٢٧) رواية ـ معجم رجال الحديث ج ٣.