قال صلىاللهعليهوآله : تخبر الناس بما يشكل عليهم من تأويل القرآن (١).
وفيه ، عن الصادق عليهالسلام إنّ للقرآن تأويلا فمنه ما جاء ، ومنه ما لم يجيء ، فإذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمة عرفه ذلك الإمام (٢). وفي حديث عمرو ابن عبيد عن أبي جعفر عليهالسلام إنما على الناس أن يقرءوا القرآن كما أنزل ، فإذا احتاجوا الى تفسيره فالاهتداء بنا وإلينا (٣). والمراد أنّ التنزيل يفهمه الناس بظواهر العربية حيث إنّ القرآن قد نزل بلسانهم ، وأمّا تفسير الشامل له ولوجوه التأويل والبواطن فإنما يطلب منهم.
وفي «الكافي» عن أحدهما عليهالسلام في قوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (٤) قال عليهالسلام : فرسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل الراسخين في العلم قد علّمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لا يعلّمه تأويله ، وأوصيائه من بعده يعلمونه (٥) الى غير ذلك من الأخبار الظاهرة فيما سمعت ، ولو بقرينة المقابلة وملاحظة الاشتقاق الذي لعلّه كاف في إثبات المرام ، وكأنّ ما سمعت هو الذي يظهر من القمي أيضا في أول تفسيره ، حيث ذكر في عداد وجوه القرآن : أنّ منه ما تأويله في تنزيله ، ومنه ما تأويله مع تنزيله ، ومنه ما تأويله قبل تنزيله ، ومنه ما تأويله بعد تنزيله الى أن قال : أمّا ما تأويله في تنزيله فكل آية نزلت في حلال أو حرام مما لا يحتاج الناس فيها الى تأويل مثل قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ) (٦) الآية ، وقوله تعالى :
__________________
(١) بصائر الدرجات ص ١٩٥ ، وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٥.
(٢) بصائر الدرجات ص ١٩٥ ، وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٥.
(٣) تفسير فرات بن إبراهيم ص ٩١ ، وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٩.
(٤) آل عمران : ٧.
(٥) الكافي ج ١ ص ١٩١ ووسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٣٢.
(٦) النساء : ٢٣.