وكنت امرا زمنا بالعراق |
|
عفيف المناخ طويل التغن (١) |
وقول الآخر :
كلانا غنّي عن أخيه حياته |
|
ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا (٢) |
واحتجّ أيضا بقول ابن مسعود : «من قرأ سورة آل عمران فهو غنيّ» أى مستغن.
وبخبر مرفوع ، عن عبد الله بن (٣) نهيك أنّه دخل على سعد (٤) بيته ، فاذا مثال رثّ ، ومتاع رثّ ، فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن».
قال أبو عبيد (٥) : فذكره المتاع الرثّ والمثال الرثّ يدلّ على أنّ التغنّى بالقرآن الاستغناء به عن الكثير من المال ، والمثال هو الفراش ، ولو كان التغنّى معناه الترجيح لعظمت المحنة علينا بذلك ، إذا كان من لم يرجّع بالقرآن فليس منه صلىاللهعليهوآله.
وذكر غير أبي عبيد جوابا آخر ، وهو أنّه عليهالسلام أراد : من لم يحسّن صوته بالقرآن ولم يرجّع فيه.
__________________
(١) ديوان الأعشى : ٢٢.
(٢) نسبه صاحب «اللّسان» في (غنى) إلى المغيرة بن حبناء التميمي ، وذكره المبرّد في «الكامل» ج ٣ ص ١٤ في ضمن أبيات لعبد الله بن معاوية وقبله :
فعين الرضا عن كلّ عيب كليلة |
|
ولكنّ عين السخط تبدي المساويا |
(٣) أورده ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ج ٥ ص ١٨٣ وقال : سمع عليّا رضى الله عنه وروى عنه أبو إسحاق الهمداني.
(٤) هو سعد بن ابى وقّاص مالك القرشي الزهري الصحابي المتوفى بالعقيق على عشرة أعيان من المدينة سنة (٥٥ ه) ـ الاعلام ج ٣ ص ١٣٧.
(٥) هو أبو عبيد القاسم بن سلّام الهروي الخراساني البغدادي المتوفى (٢٢٤) ، الاعلام ج ٦ ص ١٠.