للحسّ (١).
قلت : وهذا الكلام منه سلّمه الله صريح في نقض ما ذكره أوّلا ، حيث استفاد من الأدلّة كون الغناء من صفات الألفاظ ، فلا حظ تمام كلامه.
ثمّ انّ القول المحكيّ عن بعض الأعيان لعلّه هو الذي سمعت فيما حكيناه من «الكفاية». حيث قال : وصدق ذلك في القرآن والدعوات ... الى آخر ما تقدّم منه ، سيّما بعد ملاحظة قوله فيما بعد : «فإذن إن ثبت إجماع في غير الغناء على سبيل اللهو كان متّبعا وإلّا بقي حكمه على أصل الإباحة.
ولعلّ إليه ، أو الى غيره أشار كاشف الغطاء (٢) تفريعا على مسألة أصوليّة بقوله : ففي مسألة الغناء قد ظهر في العرف الجديد تخصيصه لما لم يكن في قرآن ، أو تعزية ، أو ذكر ، أو دعاء ، أو أذان ، أو مدح النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والأئمّة عليهمالسلام ، وقد علم من تتبّع كلمات أهل اللغة وأحوال الأمويّين ، والعباسيّين ، وإسحاق (٣) بن إبراهيم شيخ المغنّين : أنّ الكثير أو الأكثر ، أو الأحقّ في تسميته غناء ما كان في القرآن ، ومدح النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا يعرف في أيّامهم الفرق من جهة ذوات الكلمات ، وإنّما المدار على كيفيّات الأصوات ، وهو الظاهر من كلام أهل اللّغة قدمائهم ومتأخّريهم ممّن عاصر زمان ورود النبيّ صلىاللهعليهوآله ، أو تقدّمه ، أو تأخّر عنه ، وما رأينا أحدا منهم أخذ فيه عدم القرآنيّة والمدح والذكر ونحوها فيه ، ولم يذكر بينهم
__________________
(١) المكاسب مع التعليقات للكلانتر ج ٣ ص ٢٦٩.
(٢) هو جعفر بن خضر الحلي النجفي الفقيه المتوفى بالنجف الأشرف سنة (١٢٢٧ ه) ـ الاعلام ج ٢ ص ١١٧.
(٣) هو إسحاق بن إبراهيم بن ميمون الموصلي المعروف بابن النديم المغنّي تفردّ بصناعة الغناء ، ولد سنة (١٥٥) ومات ببغداد سنة (٢٣٥) ، كان نديما للرشيد والمأمون ، والوائق العباسيّين. ـ الاعلام ج ١ ص ٢٨٣.