وبالمنفصل ما كان حرف المدّ في كلمة ، وموجبه في اخرى ، فيدخل في الأوّل مدّ «أولئك» ومدّ «ولا الضالّين» ، ومدّ (كهيعص).
ولكن يظهر من جماعة منهم السيوطي في «الإتقان» (١) ، وبعض شرّاح «الشاطبية» أنّ المتّصل عبارة عمّا كان سببه وقوع الهمزة في كلمة واحدة فيخرج الأخيران عنه ، ويدخل في الثاني مدّ «لا إله إلّا الله».
أقول : المشهور ، بل كاد أن يكون إجماعا منهم هو التفسير الأوّل ، وبه صرّح الشهيد الثاني في «شرح النفليّة» كما صرّح به أيضا كثير من شرّاح «الشاطبية» والجزري في «طيبة النشر» وغيرهم من أئمّة القراءة ، من دون اشارة إلى خلاف أصلا ، لكنّ الخطب فيه سهل جدّا بعد عدم الدليل على وجوبه في شيء من الأقسام ، بلا فرق بين تسميته متّصلا أو منفصلا ، واستقرار طريقة أهل اللّسان على مراعاته غير معلوم ، بل المعلوم خلافه.
ألا ترى أنّهم في محاوراتهم وتكلماتهم العرفيّة لا يراعون شيئا من ذلك ، وإنّما يقتصرون على أداء موادّ الحروف ، بل لو تكلّف أحد بمراعاة ذلك لكان ذلك منكرا مستهجنا عندهم.
هذا مضافا الى خلوّ الأخبار ، بل خلوّ كتب القدماء ، وأكثر المتأخرين عن ذلك ، بل أوّل من تعرّض لذلك من فقهاء أصحابنا هو الشهيد في الألفية» و «النفلية» ، ولم يتعرّض له في «الذكرى» ، أصلا.
وكأنّ الّذى دعاه إلى ذلك إكمال العدّة في الكتابين ، ولذا عدّ من المندوب في «الثاني» بعد ذكر المدّ ، عدم الإفراط في التشديد ، وإشباع كسرة كاف
__________________
(١) الإتقان ج ١ ص ١٢٧.