وإدغام الدال المهملة في الثاء المثلّثة نحو (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا) (١).
الثالث من الأقسام : هو إدغام النون الساكنة والتنوين في الستّة المتقدّمة ، بل الميم الساكنة أيضا ، حيث ذكروا أنّ حكمها الإدغام في مثلها نحو (كَمْ مِنْ فِئَةٍ) (٢).
والإخفاء مع الغنّة في الباء الموحدة نحو (ما هُمْ بِضارِّينَ) (٣) وإن يحكى فيها الإدغام من بعضهم ، والإظهار عن بعض آخر ، سيّما في الواو والفاء.
ثمّ إنّ الأقسام الثلاثة وإن اشتركت في كونها من الإدغام الصغير الذي أفتى غير واحد من أصحابنا بوجوبه ، بل عن «فوائد الشرائع» : لا نعرف فيه خلافا إلّا أنّه لا يخفى على من اطّلع على كثرة الخلاف الواقع في كثير منها أنّه ينبغي التأمّل في جوازه بإطلاقه فضلا عن وجوبه ، نظرا إلى أنّه إخلال بالحروف وإبدال لها بغير من الكلمات الموضوعة ، وجوازه غير معلوم.
نعم ما علم اتّفاقهم عليه لا يبعد جوازه ، بل رجحانه ، دون وجوبه حسبما سمعت في القسم الرابع.
سادسها : الإدغام الكبير الّذى قد سمعت تعريفه وتسميته في سابقه ، ولا أعرف أحدا قال بوجوبه ، وإنّما الكلام في جوازه في كلّ من المثلين ، والمتجانسين ، والمتقاربين.
والمشهور عندهم أنّه مخصوص بقرائة أبى عمرو بن العلاء البصري (المتوفّى ١٥٤) من طريق السوسي (صالح بن زياد المتوفى ٢٦١) وعن عاصم الذي على قراءته سواد مصاحفنا الإدغام في خصوص كلمتين.
__________________
(١) آل عمران : ١٤٥.
(٢) البقرة : ٢٤٩.
(٣) البقرة : ١٠٢.