وهما : (ما مَكَّنِّي) (١) ، و (لا تَأْمَنَّا) (٢) ، مع روم ، أو إشمام في الأخير عن الجميع إلّا عن أبي جعفر (يزيد بن القعقاع المدني المتوفى ١٣٢) وإن أخلّ أحدهما أو كلاهما بتمام الإدغام.
وشرط الإدغام الكبير عندهم أن يتحرّك الحرفان ، فإن سكن الأوّل أدغم للجميع مثل (إِذْ ذَهَبَ) (٣) (قَدْ دَخَلُوا) (٤) ، وقد مرّ.
وإن سكن الثاني فلا إدغام للجميع نحو (إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها) (٥) (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ) (٦).
وأمّا إن تحرّكا فلا فرق بين كونهما في كلمة نحو (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) (٧) و (مَناسِكَكُمْ) (٨) و (يَرْزُقُكُمْ) (٩) ونحوه من المتماثلين والمتجانسين ، فإنّ المثلين منحصرة في المثالين ، أو في كلمتين ، وهو عامّ كثير بالنسبة الى أكثر الحروف ، وقد تصدّوا لذكر موارده في القرآن على سبيل الكلّية ، ومنهم من رتّبه على ترتيب السور ، ومنهم من حذفه رأسا.
وحكى الشهيد في «شرح النفليّة» عن أكثر القرّاء أنّهم تركوه ، وعن أبى عبيد القاسم ابن سلّام (المتوفى ٢٢٤) أنّه لم يذكره في مصنّفاته لكراهته له ، وأنّه
__________________
(١) الكهف : ٩٥.
(٢) يوسف : ١١.
(٣) الأنبياء : ٨٧.
(٤) المائدة : ٦١.
(٥) المائدة : ٥٨.
(٦) العنكبوت : ٤١.
(٧) المدّثر : ٤٢.
(٨) البقرة : ٢٠٠.
(٩) يونس : ٣١.