كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن.
ورجل قرأ القرآن ، فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله ، وأظمأ به نهاره ، وقام به في مساجده ، وتجافى به عن فراشه ، فبأولئك يدفع الله البلاء ، وبأولئك يديل الله من الأعداء ، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء ، فو الله لهؤلاء في قرّاء القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر (١).
وفي «الخصال» عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : «قرّاء القرآن ثلاثة : قارئ للقرآن ليستدرّ به الملوك ، ويستطيل به على النّاس ، فذلك من أهل النار.
وقارئ قرأ القرآن فحفظ حروفه ، وضيّع حدوده ، فذلك من أهل النار.
وقارئ قرأ القرآن فاستتر به تحت برنسه ، فهو يعمل بمحكمه ، ويؤمن بمتشابهه ، ويقيم فرائضه ، ويحلّ حلاله ، ويحرّم حرامه ، فهذا ممّن ينقذه الله تعالى من مضلّات الفتن ، وهو من أهل الجنّة ، ويشفع فيمن يشاء (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة الّتى ستسمع كثيرا منها إنشاء الله في الشروط والوظائف الباطنيّة.
منها : التخلّي عن الشواغل القالبية والقلبيّة ، قال مولانا الصادق عليهالسلام على ما في «مصباح الشريعة» : «من قرأ القرآن ولم يخضع له ، ولم يرقّ قلبه ، ولم ينشئ حزنا ووجلا في سرّه فقد استهان بعظم شأن الله وخسر خسرانا مبينا ، فقارى القرآن يحتاج الى ثلاثة أشياء : قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال ، فاذا خشع لله قلبه فرّ عنه الشيطان الرجيم قال الله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ
__________________
(١) أصول الكافي ص ٦٠٥ ـ الأمالى ص ١٢٢ ـ الخصال ج ١ ص ٦٩.
(٢) الخصال ج ١ ص ٧٠.