أخبار الأئمّة عليهمالسلام ، ولا استضاءة من أنوار أهل العصمة ، بل يردّونها بعد الاطّلاع عليها ، معلّلين بمخالفة الظاهر.
وقد يرد عليهم في تفسير آية واحدة أخبار يظنّون اختلافها ، فيعملون فيها قواعد الترجيح مع أنّه لا بأس بالجمع بينهما بحملها على وجوه التنزيل والتأويل.
وبالجملة قد أشرنا سابقا الى الميزان الكلّى في هذا الباب ، وأنّه يلزم في جميع ذلك الرجوع الى الأئمّة الّذين هم الحجّاب والأبواب مع ملازمة التقوى ، ودوام الانقطاع ، والأنس التامّ بأصولهم وقواعدهم ، والاطّلاع على أخبارهم وآثارهم ، والاقتباس من أشعّة أنوارهم ، إلى غير ذلك ممّا مرّت الإشارة إليه.
ومن الوظائف الباطنية : حسن النيّة والإخلاص في القرائة ، فإنّها من العبادات والطاعات المندوب إليها ، وصحّتها إنّما تكون بقصد التقرّب ، وتجريد العمل من كلّ شوب ، وحظّ نفساني ، أو دنيوي ، والنيّة روح الأعمال ، والعمل بلا نيّة كالجسد الملقى بلا روح ، بل ينبغي للبصير قصد العبوديّة ، وتخليص النيّة في كل حركة وسكون حتّى في الأمور العادية والحظوظ البدنيّة ، كى تكون عاداته عبادات ، ويتّصف بسلامة القلب.
قال مولانا الصادق عليهالسلام : «صاحب النيّة الصادقة صاحب القلب السليم».
لأنّ سلامة القلب من هواجس المحذورات ، فخلّص النيّة لله في الأمور كلّها قال الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (١). (٢)
__________________
(١) الشعراء : ٨٨ ـ ٨٩.
(٢) مصباح الشريعة ص ٤.