فأسمعنيها بصوت حزين» (١).
وعن حفص ، قال : «ما رأيت أحدا أشدّ خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليهماالسلام ، ولا أرجى للناس منه ، وكانت قراءته حزنا ، فكأنّه يخاطب إنسانا» (٢).
وروت العامّة والخاصّة : أنّ مولانا الصادق عليهالسلام لحقته حالة في الصلاة عند القرائة حتّى خرّ مغشيّا عليه ، فلمّا سرى عنه ذلك قيل له في ذلك؟ فقال عليهالسلام : «ما زلت أردّد هذه الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلّم بها» (٣).
ومن الوظائف : التواضع والخشوع عند التلاوة بل في جميع الأحوال تعظيما لله سبحانه ، وإكراما للقرآن ، بل ينبغي لحامل القرآن وقارئه ملازمتهما ، وملازمة سائر العبادات الشرعيّة ، والأخلاق الحسنة والأحوال الزكيّة.
ففي «الكافي» عن الصادق عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ أحقّ الناس بالتخشّع في السّر والعلانية لحامل القرآن ، ثم نادى بأعلى صوته : يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ولا تعزّز به فيذلّك الله ، يا حامل القران تواضع به يرفعك الله ، ولا تعزّ فيه فيذلّك الله ، يا حامل القرآن تزيّن به لله يزينك الله به ، ولا تزيّن به للنّاس فيشينك الله به ، من ختم القرآن فكأنّما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه ، ومن جمع القرآن فنوله (٤) لا يجهل مع من يجهل عليه ولا
__________________
(١) الأصول من الكافي ص ٥٩٤.
(٢) أصول الكافي ص ٥٩٤.
(٣) بحار الأنوار ج ٨٤ ص ٢٤٧ عن فلاح السائل ص ١٠٧ وص ١٠٧ وفيه : «ما زلت اكرّر آيات القرآن حتى بلغت الى حال كأنّنى سمعتها مشافهة ممّن أنزلها.
(٤) فنوله : أى حقّه.