رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) (١).
وقال سبحانه : (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٢).
وقد روى الصدوق في «المجالس» و «ثواب الأعمال» عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أتى شبّانا من الأنصار فقال : إنّى أريد أن أقرأ عليكم فمن بكى فله الجنّة ، فقرأ آخر الزمر : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) (٣) إلى آخر السورة ، فبكى القوم جميعا إلّا شابّا ، فقال : يا رسول الله قد تباكيت فما قطرت عيني ، قال صلىاللهعليهوآله : إنّى معيد عليكم فمن تباكى فله الجنّة ، فأعاد عليهم فبكى القوم ، وتباكى الفتى فدخلوا الجنّة جميعا (٤).
وفي «العيون» بالإسناد ، عن رجاء بن أبى ضحّاك من الرّضا عليهالسلام إنّه كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن ، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار بكى وسأل الله الجنّة وتعوّذ به عن النار (٥).
ومن الوظائف الباطنية : التدبّر والتفكّر ، فإنّه لا خير في ذكر من دون تفكّر ، ولا تلاوة من دون التدبّر ، قال الله سبحانه : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (٦).
__________________
(١) الإسراء : ١٠٦ ـ ١٠٧ ـ ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٢) المائدة : ٨٣.
(٣) الزمر : ٧١.
(٤) المجالس ص ٣٢٥ ـ ثواب الأعمال ص ٨٨.
(٥) عيون الأخبار ص ٣١٠.
(٦) سورة محمد (ص) : ٢٤.