الرّحال (١) خير؟ قال عليهالسلام : الحالّ المرتحل ، قيل : يا بن رسول الله ، وما الحالّ المرتحل؟ قال عليهالسلام : الفاتح الّذى يفتح القرآن ويختمه ، فله عند الله دعوة مستجابة (٢).
أقول : قال ابن الأثير في «النهاية» : سئل أيّ الأعمال أفضل؟ فقال : الحالّ المرتحل ، قيل : وما ذاك؟ قال : الخاتم المفتتح.
ثم قال : هو الذي يختم القرآن بتلاوته ، ثم يفتتح التلاوة من أوّله ، شبّهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلّ فيه ، ثم يفتتح سيره أى يبتدأ به ، وكذلك قرّاء مكّة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرءوا الفاتحة ، وخمس آيات من أوّل سورة البقرة الى قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ثمّ يقطعون القرائة ، ويسمّون فاعل ذلك الحالّ المرتحل ، أى إنّه ختم القرآن وابتدأ بأوّله ، ولم يفصل بينهما بزمان.
وقيل : أراد بالحالّ المرتحل الغازي الّذي لا يرجع عن غزو إلّا عقّبه بآخر (٣).
ومثله في «مجمع البحرين» باختصار.
وهذا الحكم مشهور بين العامّة أيضا فتوى ورواية ، سيّما بين قرّائهم.
ففي «التيسير» بعد حكاية التكبير عن ابن كثير ، قال : فاذا كبّر في آخر سورة الناس قرأ فاتحة الكتاب وخمس آيات من أوّل سورة البقرة على عدد
__________________
(١) في الوسائل ج ٤ ص ٨٤٣ : (أيّ الرجال خير).
(٢) وسائل الشيعة ج ٤ ص ٨٤٢ ح ٩ عن ثواب الأعمال ص ٥٧.
(٣) نهاية ابن الأثير ج ١ ص ٤٣٠ في حرف الحاء بعده اللّام.