من الصلاة ما استطعت (١).
ومثله عنه بطريق آخر ، وزاد بعد قوله : ترتيلا : «وإذا مررت فيها ذكر الجنّة فقف عندها وسل الله الجنّة» (٢).
وفيه : عن عليّ بن المغيرة ، عن أبى الحسن عليهالسلام قال : قلت له : إنّ أبي سأل جدّك عليهالسلام عن ختم القرآن في كلّ ليلة ، فقال له جدّك : في كلّ ليلة ، فقال له : في شهر رمضان ، فقال له جدّك : في شهر رمضان فقال له أبي نعم ما استطعت ، فكان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان ، ثمّ ختمته بعد أبي ، فربما زدت وربما نقصت على قدر فراغي وشغلي ونشاطي ، وكسلى ، فاذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله ختمة : ولعليّ عليهالسلام اخرى ، ولفاطمة عليهماالسلام أخرى ، ثمّ للأئمّة عليهمالسلام حتّى انتهيت إليك ، فصيّرت لك واحدة ، منذ صرت في هذه الحال ، فأيّ شيء لي بذلك؟ قال عليهالسلام : لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة ، قلت : الله أكبر فلي بذلك؟ قال عليهالسلام : نعم ، ثلاث مرّات (٣).
أقول : وقد استدلّ به على استحباب إهداء ثواب القراءة الى النبي صلىاللهعليهوآله ، والأئمّة عليهمالسلام وإلى المؤمنين من الأحياء والأموات ، ولا بأس بذلك ، سيّما بعد الاعتضاد بالاعتبار ، وبعموم ما دلّ على من عمل من المسلمين من ميّت عملا صالحا أضعف الله له أجره للّذى يفعله وللميّت ، وخصوص ما دلّ على إهداء خصوص السّور لأهل القبور ، ولمن يريد صلته من الأموات.
بل في «دعوات» الرّاوندى : عن ابن عبّاس : أنّ رجلا ضرب خباء على
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٦١٨ ح ٥ وعنه الوسائل ج ٤ ص ٨٦٢ ح ٣.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٦١٧ ح ٢ وعنه الوسائل ج ٤ ص ٨٦٢ ح ٤.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٦١٨ ح ٤.