يقول فيه وقد ذكر مناقب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فدنا بالعلم ، فتدلى له من الجنة رفرف أخضر. وغشي النور بصره فرأى عظمة ربّه ـ عزوجل ـ ولم يرها بعينه ، فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى. فأوحى [الله] إلى عبده ما أوحى. وكان في ما أوصى إليه الآية التي في سورة البقرة ، قوله تعالى : (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(١) وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليهالسلام إلى أن بعث الله ـ تبارك وتعالى ـ محمّدا وعرضت على الأمم. فأبوا أن يقبلوا من ثقلها وقبلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرضها على أمته فقبلوها فلما رأى الله ـ تبارك وتعالى ـ منهم القبول. علم أنهم لا يطيقونها فلما سار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام. ليفهمه. فقال (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)(٢) فأجاب صلىاللهعليهوآلهوسلم مجيبا عنه : وعن أمته فقال (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)(٣) فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على أن فعلوا ذلك. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [أما] إذا فعلت ذلك ربنا. فغفرانك ربنا وإليك المصير ، يعني : المرجع في الآخرة. قال فأجابه الله جل ثناؤه وقد فعلت ذلك بك وبأمتك؟. ثم قال ـ عز
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٨٤.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٨٥.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ٢٨٥.