أو يا رئيسي [أو يا أميري] قال : فبهت القوم وتحيروا ، وقالوا : يا محمّد ، أجلنا نتفكر فيما قد قلته لنا فقال : أنظروا فيه بقلوب معتقدة للإنصاف ، يهدكم الله عزوجل ثم أقبل صلىاللهعليهوآلهوسلم على النصارى ، فقال وأنتم قلتم : إن القديم ـ عزوجل ـ اتحد بالمسيح عليهالسلام ابنه ـ فما الذي أردتموه بهذا القول؟ أردتم أن القديم صار محدثا لوجود هذا المحدث الذي هو عيسى ، أو المحدث الذي هو عيسى صار قديما لوجود القديم الذي هو الله ـ عزوجل ـ أو معنى قولكم أنه اتحد به أنه اختصه بكرامة لم يكرم بها أحد سواه؟ فإن أردتم أن القديم صار محدثا ، فقد أبطلتم ، لان القديم محال أن ينقلب فيصير محدثا ، وإن أردتم أن المحدث صار قديما ، فقد أحلتم ، لان المحدث ـ أيضا ـ محال أن يصير قديما وإن أردتم أنه اتحد به بان اختصه واصطفاه على سائر عباده ، فقد أقررتم بحدوث عيسى وبحدوث المعنى الذي اتحد من أجله لأنه إذا كان عيسى محدثا وكان الله قد اتحد به بأن أحدث به معنى صار به أكرم الخلق عنده ، فقد صار عيسى وذلك المعنى محدثين. وهذا خلاف ما بدأ ثم تقولونه. فقالت النصارى : يا محمّد إن الله لمّا أظهر على يد عيسى من الأشياء العجيبة ما أظهر ، فقد اتخذه ولدا على جهة الكرامة. فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد سمعتم ما قلته لليهود في هذا المعنى الذي ذكرتموه ثم أعاد صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك كله. فسكتوا إلّا رجلا واحدا منهم قال له : يا محمّد أو لستم تقولون : إن إبراهيم خليل الله قال : قد قلنا ذلك.