وبمعنى آخر فقد تعرض حديث الإمام الحسين وروايته كما تعرّض له حديث الإمام علي عليهالسلام إلى مطاردة وإلغاء ، وهكذا يبقى الحديث الحسيني مطاردا بين تعرّض رواته إلى التنكيل وبين إخفاء هذه الأحاديث من قبل رواتها خوفا من بطش النظام. ومن أجل ذلك تجد أن أحاديث الإمام الحسين عليهالسلام قليلة مقارنة بأحاديث الأئمّة الآخرين ، والكلام نفسه يأتي في أحاديث الإمام الحسن عليهالسلام ، بل وحتى أحاديث الإمام علي عليهالسلام ؛ إذا ما قيست إلى فترة حكمه التي كانت له حرية التحديث ، فضلا عن الفترة السابقة نجد الأحاديث التي بين أيدينا قليلة جدا.
وبمعنى آخر أن الأئمّة الذين دخلوا مع بني أمية في مواجهة عسكرية حوصرت أحاديثهم إلى الحد الذي كادت أن تنتهي وتضمحل ، بل وبمعنى أوضح :
أن الأئمّة الذين عاصروا عهد معاوية بن أبي سفيان واجهت أحاديثهم مصير المطاردة والإخفاء لما عمله معاوية من التنكيل بالرواة ومطاردتهم بشكل أجبرهم على عدم التحديث وإظهار الرواية.
وهذا لا يعني أن تسلم أحاديث الأئمّة الباقين من الإلغاء والمطاردة ، بل هي كانت كذلك واختفى منها الكثير تبعا لمطاردة رواتها وتقتيلهم ، إلا أن آلية التنكيل والمطاردة التي استخدمها معاوية كانت أكبر وأكثر مما استخدمه الآخرون من الملاحقة والمتابعة للرواة ومروياتهم ، وبهذا وقفنا على بعض أسباب قلة الرواية