لدى الإمام الحسين عليهالسلام ، وهو بالتأكيد دليل إدانة لتلك الأنظمة ـ الأموية والعباسية ـ ومن تابعها أكثر مما هي شبهة أرادها البعض أن تحمّل الشيعة مسؤولية عدم الاعتناء بأحاديث الإمام الحسين عليهالسلام ونقلها ، أو التشكيك في إظهار الجانب الفكري للإمام الحسين وتغليب جانب الحزن والفجيعة من قبل شيعته ، بل كانت شيعة أهل البيت سباقة في الحفاظ على ما بقي من تراثهم وأحاديثهم ومنها أحاديث الإمام الحسين عليهالسلام.
التفسير الروائي للإمام الحسين شاهد على ذلك : ولغرض إثبات ما تقدم فإننا حاولنا الوقوف على بعض مرويات الإمام الحسين عليهالسلام ، ليكون تفسيرا مستقلا بنفسه أطلقنا عليه «تفسير الإمام الحسين عليهالسلام» وهي سابقة فريدة توقفنا على ما بذله الإمام الحسين عليهالسلام من إنعاش الرافد الثقافي والفكري الإسلامي الذي بذل الإمام الحسين عليهالسلام مهجته من أجل إبقائه ، كما أنها توقفنا على مدى الجهد الذي بذله الأمويون من أجل إخفاء هذا التراث الحسيني ، إذ لا بدّ من أن تتزامن الحرب العسكرية والحرب الفكرية معا من أجل إجهاض حركة الإمام الحسين الإصلاحية ، فهم لم يكتفوا بتصفيته جسديا حتى عمدوا إلى تراثه ليبعدوه عن أعين الأمة التي وعت وعرفت الفرق بين الكفر والإيمان ، والنفاق والإسلام ، والخسة والنبل ، التي تميز بها الفريقان.
فالأمة فرّقت بين إيمان الحسين وأصحابه وبين كفر قاتليه ، وبين نفاق أعدائه وإسلام ناصريه ، وبين خسة أولئك ونبل هؤلاء الطاهرين من أصحاب الحسين وأتباعه.