قوله تعالى :
(يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.)
سبأ الآية : ١٣.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليهالسلام فإن هذا سليمان سخرت له الشياطين يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ، قال له علي عليهالسلام لقد كان كذلك ولقد أعطي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من هذا إنّ الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ، قد سخرت لنبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الشياطين بالإيمان ، فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بني عمر بن عامر من الأحجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمات ونفات وهاضب وهاصب وعمر وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ) [الأحقاف : ١٨] وهم التسعة يستمعون القرآن ، فأقبل إليه الجن والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببطن النخلة ؛ فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم يبايعونه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين واعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا وهذا أفضل مما أعطي سليمان سبحان من سخرها لنبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن لله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن والأنس ما لا يحصى (١).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ١٠١ : ٦.