فالإمام يفسر القرآن على أساس طلب المستفهم ودواعي المستعلم وإلا فيمسك عن الجواب فيما إذا وجد عليهالسلام ضرورة الإمساك. هذا التمهيد يرشدنا إلى الإجابة عن سبب عدم سعي الإمام الحسين عليهالسلام وغيره من الأئمة الطاهرين إلى وضع تفسير يتداوله الناس ، وقد قدمنا إلى أن التفسير الذي جاء به الإمام علي عليهالسلام بعيد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يقبله أهل السقيفة.
فقد روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام في رواية طويلة ... إلى أن قال : أخرجه ـ أي المصحف ـ إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله الله على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد جمعته بين اللوحين» ، فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ، إنما كان عليّ أن أخبركم حيث جمعته لتقرأوه» (١).
وفي رواية سليم بن قيس «... فلما رأى غدرهم وقلة وفائهم له لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه لم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في المصحف والشظاظ والايبار والرقاع ... فلما جمعه كله وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ والمنسوخ بعث إليه أبو بكر أن أخرج فبايع ، فبعث إليه علي عليهالسلام : إني لمشغول وقد آليت يمينا أن لا أرتدي رداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه.
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٦٣٣.