مشتهيات أطاحت بها ، وتذوقات أودت بوحدتها حتى صار الأمر شيعا ، والعاقبة خسرانا ، ومعنى هذا أن القرآن بتفسيره وتوضيحه ورثه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو الأحق بالخلافة ، والأولى بالوراثة وينتقل الأمر إلى أبنائه المعصومين الحسن والحسين والتسعة من ذرية الحسين عليهمالسلام ، فالتفسير بهذا البيان موجود لدى الأئمة عليهمالسلام يتوارثونه واحدا عن واحد حتى استقر عند خاتمهم واستودع عند وارثهم الإمام المهدي عليهالسلام ، ولا يعني هذا أن الأئمة عليهمالسلام لم يبذلوا وسعهم في تفسير كتاب الله وبيان آياته الا أن ذلك موكول إلى عاملين :
أحدهما : مقتضيات الحال وضرورة العصر والزمان في الحاجة إلى بيان بعض آيات القرآن الكريم فتجد الإمام عليهالسلام يبتدئ في التفسير ويسعى في البيان والتوضيح وهذا لا يتعارض مع التفسير المنزّل من لدن الحكيم الخبير والإمام بدوره يكشف عن ذلك التفسير متى ما اقتضت الضرورة ودعا المقتضى لذلك.
والآخر : أن يكون الإمام مجيبا للسائل عن كل ما يسأله من تفسير القرآن وكل بحسبه ـ أي السائل ـ وليس للإمام أن يجيب عن كل ما يسأله السائل لمقتضيات يعلمها هو عليهالسلام.
(هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١).
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ٣٩.