سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عبادة الله بالإثم والعدوان ، ثم لم يغير بقول ولا فعل كان حقيقا على الله أن يدخله مدخله ، وقد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان ، وتولوا عن طاعة الرحمن ، وأظهروا في الأرض الفساد ، وعطلوا الحدود والأحكام ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وإني أحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أتتني كتبكم وقدمتم علي رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني أنفسكم وأهلي وولدي مع أهليكم وأولادكم ، فلكم فيّ أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهودكم ونكثتم بيعتكم ، فلعمري ما هي منكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي. والمغرور من اغتر بكم فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) وسيغني الله عنكم والسلام» (١).
قوله تعالى :
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً.)
الفتح الآية : ١٥.
__________________
(١) موسوعة مقتل الإمام الحسين عليهالسلام ص ٥١٦.