وقف يتيم بالباب فقال : السلام عليكم (يا) أهل بيت محمد (أنا) يتيم من أولاد المسلمين استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح.
فلما أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل إلى منزله ليفطر فقدمت فاطمة إليه خبز شعير وملحا جريشا وماء قراحا فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال :
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله ، فأطعموه أقراصهم فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء القراح.
فلما كان اليوم الرابع عمد علي والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي من الضعف فأتوا رسول الله فقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعا فارحمهم يا رب واغفر لهم إلهي هؤلاء أهل بيتي فأحفظهم ولا تنسهم.
فهبط جبرائيل وقال : يا محمّد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : قد استجبت دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم واقرأ (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) إلى قوله (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)(١).
__________________
(١) شواهد التنزيل : ٢٩٢.