ثالث عشر : من الجدير بالذكر أن أئمة أهل البيت عليهمالسلام صنفوا رواتهم إلى أصناف تعاطوا على أساس هذا التصنيف في مروياتهم :
الأول : أن المتلقي للرواية يتعاط مع الإمام عليهالسلام على أنه معصوم له الأحقية في التشريع على أساس أنه الحكم والقول الفصل فيه وبكل تسليم ، وهكذا تجد أن الرواية التي يرويها راو معتقد بإمامة الإمام وعصمته تأتي على لسان الإمام على أنه الحكم الذي لا بد من التسليم به.
الثاني : أن المتلقي في هذا الصنف يتعاط مع الإمام عليهالسلام على أنه راو عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيلجأ الإمام عليهالسلام على أن يروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون أن ينسب الحكم إلى نفسه الشريفة ، وهذه الحالة نابعة من كون الراوي غير معتقد بعصمة الإمام وحيثيته التشريعية فهو أمام راو يعتقد بعدالته من جهة وكونه أقرب الناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فما يرويه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يكون صحيحا لا شك فيه فاتخاذه نابع عن أعلمية الإمام فيما يرويه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولذا نجد أن بعض الروايات التي رواها أهل البيت عليهمالسلام هي على أساس الرواية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وليس كونه حكما صادرا عنه عليهالسلام ، ليكون أبلغ في القبول لدى الراوي ، وأقرب للتلقي فيما إذا كان الراوي لا يرى الإمام إلا راويا من الرواة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.