الثالث : أن الإمام عليهالسلام يروي روايته عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما إذا كان المتلقي يرتبط بالنظام الحاكم كأن يكون عينا على الإمام عليهالسلام والإمام لا بد في هذه الحالة أن يتعاطى مع هذا الراوي بحذر شديد فلا ينسب الرواية أو الحكم لنفسه الشريفة بل ينسبها للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رواية عنه لئلا يعد الإمام مشرعا في نظر النظام مما سيجلب للإمام الكثير من متاعب والمساءلة والملاحقة التي لا بد للإمام أن يدفعها بطريقته الحكيمة هذه الرواية.
الرابع : أن هناك مقتضيا مهما لا يدعه الإمام عليهالسلام دون مراعاته ، وهو أن روايته عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يسعى من خلالها إلى إثبات الارتباط بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكون الإمام له القيمومة على التراث النبوي وحده دون غيره فهو حينما يروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يشير إلى هذه القضية المهمة ويستشعر الراوي والمتلقي من خلال ذلك القرب النسبي والتراثي للإمام عليهالسلام من جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو بذلك فقد أثبت فرضية الوصاية والوراثة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذا من أهم حكمة الرواية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فيما نعتقد ـ استعملها الأئمة عليهمالسلام بشكل وضع معه تخرصات الأنظمة المدعية لقربها بالنبي ووراثتها له.