الحديث من السلفي ، وغيره ، وكان ضريرا ومع ذلك كان لذكائه لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته ، وكان لا يتكلم إلا بما تدعو الضرورة إليه ، ويسمع الأذان من غير مؤذن كرامة ، [ويعذل أصحابه](١) على أشياء أسروها ، وله غير هذه القصيدة الرائية في مرسوم الخط ، وقصيدة دالية خمسمائة بيت لخص (٢) فيها «التمهيد» (٣) لابن عبد البر.
وعنه أنه قال : لا يقرأ أحد (٤) قصيدتي هذه إلا وينفعه الله تعالى بها ، لأني نظمتها مخلصا لله تعالى ، وقد تطفلت بهذا الشرح على جنابه ، رجاء الدخول في زمرة أصحابه / [٢١٤ / ك].
توفي الشيخ ـ رحمهالله تعالى ـ يوم الأحد ثامن عشري جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة ـ رضي الله عنه ورضي (٥) عنا به ، انتهى (٦).
[قال مؤلفه سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العالم العامل الحافظ المجتهد الورع الزاهد قطب دائرة الوجود جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الشيخ الإمام العامل العلامة القاضي كمال الدين أبو المناقب أبو بكر السيوطي الشافعي : فرغت من هذا الشرح المبارك يوم الخميس حادي عشري رجب الحرام سنة أربع وثمانين وثمانمائة أحسن الله عقباها بمنه وكرمه.
وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة يوم الخميس قبيل المغرب ثاني عشر صفر الخير من شهور سنة خمسة وثلاثين ومائة وألف أحسن الله تقضيها في خير على يد العبد الحقير المعترف بالعجز والتقصير الراجي عفو ربه العلي محمد بن محمد بن أحمد حمادة المنزلي الشافعي غفر الله له ، ولوالديه ووالديهم ، ولجميع المسلمين ، والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، والحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله
__________________
(١) في ز : ويقول لأصحابه.
(٢) سقط من د.
(٣) في ز : المفيد.
(٤) سقط من د.
(٥) في د ، ز : و.
(٦) زيادة من ز.