العنوانين صدقا (١) ، ولا تعارضها البراءة عن وجوب أعمّهما وفقا للجواب الاخير من الاجوبة المتقدّمة على البرهان الاوّل في المسألة الأولى من مسائل الدوران بين الأقل والأكثر الارتباطيين ، وذلك ان البراءة عن وجوب الأعمّ ليس لها دور معقول لكي تصلح للمعارضة ، لأنّه إن اريد بها التأمين في حالة ترك الأعم مع الاتيان بالأخص فهو غير معقول ، لانّ نفي الاعمّ يتضمّن نفي الأخص لا محالة ، وإن اريد بها التأمين في حالة ترك الأعم بما يتضمّنه من ترك الأخص فهذا مستحيل ، لأنّ المخالفة القطعية ثابتة في هذه الحالة ، والاصل العملي إنّما يؤمّن عن المخالفة الاحتمالية لا القطعية.
__________________
(١) أي التعيين ، أي لو تردّدنا بين وجوب اكرام زيد كيفما اتفق (وهو التخيير) وبين وجوب خصوص إطعامه (وهو التعيين) فانه تجري البراءة عن التعيين لانه اكثر مئونة ولانه لا معنى لاجراء البراءة عن الاكرام لانّ ترك الاكرام مع فعل الاطعام هو تناقض وترك الاكرام بما فيه ترك الاطعام هو مخالفة قطعية.