الاجمالي نلاحظ ان العبرة في الانحلال الحقيقي كانت بملاحظة جانب المعلوم التفصيلي وعدم تأخّره عن زمان المعلوم الاجمالي ، وذلك لأنّ ميزانه سراية العلم من الجامع إلى الفرد وهي لازم قهري لانطباق المعلوم الاجمالي على المعلوم التفصيلي ومصداقية هذا لذاك ، ولا دخل لتاريخ العلمين في ذلك ، فمتى ما اجتمع العلمان ولو بقاء وحصل الانطباق المذكور حصل الانحلال الحقيقي.
٥ ـ اشتراك علمين اجماليين في طرف
قد يفترض ان احد طرفي العلم الاجمالي طرف في علم اجمالي آخر ، فان كان العلمان متعاصرين فلا شك في تنجيزهما معا وتلقّي الطرف المشترك التنجّز منهما معا ، لأن مرجع العلمين إلى العلم بثبوت تكليف واحد في الطرف المشترك او تكليفين في الطرفين الآخرين ، وامّا إذا كان احدهما سابقا على الآخر فقد يقال (١) :
__________________
ثمّ إنّ قوله (قده) «فمتى ما اجتمع العلمان ولو بقاء» لا مفهوم [سلبي] له ، وانّما ينبغي ان يفهم على ضوء ما ذكره في فصل «انحلال العلم الاجمالي بالتفصيلي» من قوله «ولا يشترط في الانحلال الحقيقي ...» ، أي فمتى اجتمع العلمان على مصبّ واحد حصل الانحلال الحقيقي حتى ولو تغاير زمان حصول العلمين ، فانه يكفي بقاء العلم المتقدّم الى زمان حصول العلم المتأخّر بحيث إنك عند حصول العلم المتأخّر في الساعة الثانية أنت تعلم علما إجماليا بنجاسة أحد الإناءين وعلما تفصيليا بالنجس الواقعي فيحصل انحلال حقيقي.
(١) هذه مقالة السيد الخوئي رحمهالله على ما في بحوث السيد الهاشمي ج ٥ ص ٢٥٥ النظرية الثانية.