ان الشيخ المفيد (ت : ٤١٣ ه) نقل في أول كتابه «الجمل» روايات سيف الوضّاع الزنديق ، التي أوردها الطبري في تاريخه (١).
وأيضا نقل الشيخ الطوسي (ت : ٤٦٠ ه) في تفسير «التبيان» روايات كثيرة من كتب مدرسة الخلفاء ، وقراءات أخرى كثيرة ، وأوردها في تفسير الآيات ، وأخذ منه الطبرسي (ت : ٥٤٨ ه) ، وأبو الفتوح الرازي (ت : ٥٥٤ ه) في تفسيريهما. وأخذ منهما گازر (كان حيا في ٧٢٢ ه) في تفسيره «جلاء الأذهان» ونقل منهم ملا فتح الله الكاشاني (ت : ٩٨٨ ه) في تفسيره «منهج الصادقين» ، وانّ ابن طاوس (ت : ٦٦٤ ه) نقل الدعاء الذي اختلقه «سيف عمر» من الطبري ، من كتب مدرسة الخلفاء.
وفعل نظيرهم النراقيان : المولى مهدى (ت : ١٢٠٩ ه) في «جامع السعادات» والمولى أحمد (ت : ١٢٤٥ ه) في معراج السعادة عن الغزالي.
والمجلسي (ت : ١١١٠ ه) في «البحار» في السيرة عن أبي الحسن البكري (٢).
ولا نريد أن نقول : انّ هؤلاء الأعلام هم بأنفسهم قد اختلط الأمر عليهم ، بل نرى أنّهم في جلّ ما نقلوا عن كتب مدرسة الخلفاء ، شخّصوا مصادرهم. فإنّ المجلسي ـ مثلا ـ يعيّن في باب ذكر مصادر موسوعته الحديثية «البحار» نيفا وخمسين ومائتي مصدر من مدرسة أهل البيت ، ونيفا وتسعين مصدرا من مدرسة الخلفاء. وانّما الناقلون عنهم ، غالبا أخطئوا في دراية الحديث ، وظنوا انّ الرواية شيعية ، لانّها في كتاب شيعي. ثم انتقلت كذلك من كتاب الى كتاب واختلط الأمر على الباحثين. وسندرس باذنه تعالى مواردها في ما يأتي.
__________________
(١) معالم المدرستين ، الجزء الثالث ، ص ٣٥٩.
(٢) وقد أوردنا تفصيل هذا الأمر فى الجزء السابع من «قيام الأئمة باحياء السنّة».