ـ الى أن قال ـ ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه ، وعرضها عليه ، فما وافقه عمل عليه ، وما خالفه تجنب ، ولم يلتفت إليه ، وقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رواية لا يدفعها أحد أنه قال : إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لانه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا يقدر على التمسك به ، كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت ، وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، وترك ما سواه (١).
فهؤلاء الثلاثة الذين أظهروا الانكار من التحريف في القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس ، لا رابع لهم طوال القرون الخمسة الاولى ...
ورابعهم الذي أخذ بقولهم ، وانتهج منهجهم وسلك مسلكهم لاظهار هذا القول هو الذي جاء بعدهم بقرن أبو على الطبرسى صاحب تفسير (مجمع البيان) المتوفى سنة ٥٤٨ ه.
فهؤلاء هم الأربعة في الدور الثاني.
يعني لا وجود لهذا القول الى منتصف القرن الرابع في الدور الاول ، حيث أن أئمة القوم كلهم ، ورواتهم المتقدمين ، ومحدثيهم ، ومفسريهم المعتمدين الموثوقين لم يقولوا ، ولم يصرحوا إلّا بعكس ذلك ـ حسب مرويات القوم ومزعوماتهم ـ.
وأما في الدور الثاني أي بعد منتصف القرن الرابع الى القرن السادس في القرنين كلها صدر هذا القول أول مرة في الشيعة من هؤلاء الاربعة لا خامس لهم كما تتبعنا كتب القوم من الحديث والتفسير والاعتقادات.
__________________
(١) التبيان ، ج ١ ص ٣ ط. النجف.