الى قوله :
وهذا مع ان عقيدتهم التي أظهروها للناس لم تكن مستندة الى قول من معصوميهم ، ورواية عن أئمتهم الذين يعتقدون أنهم هم الذين وضعوا بذرة الشيعة وأسسوا قواعدها وإن مذهبهم ليس إلا مستقى من أقوالهم ومستمدا من إرشاداتهم ، تعليماتهم وتوجيهاتهم ، بل وبعكس ذلك هم أنفسهم رووا في كتبهم أخبارا وأحاديث من أئمتهم المعصومين تخالفها وتناوئها كما سنبينه إن شاء الله.
فهذا كل ما عند القوم لخداع المسلمين عامة وأهل السنّة خاصة. ولذلك ترى أنه كلما يظهر لهم عوارهم ، ويبين لهم فسادهم ، ويثبت انفصالهم عن المسلمين والشريعة السماوية الغرّاء التي لم تقم إلّا على أساس القرآن إن لا يوجد لم توجد ، التجئوا الى هؤلاء الاربعة ، وركنوا إليهم ، ودخلوا في كنفهم واستظلوا بظلهم ، وتحصنوا وراء مقولاتهم.
وقال في ص ٦٦ منه :
وقبل أن نحلل كلامهم ونخبر عن السّر الذي الجأهم الى الاكتناف بهذا القول والاظهار بهذه العقيدة نتريث لحظة ونتوقف برهة ونطالبهم جميعا هل يستطيع أحد منهم أن يثبت أن في القوم أحدا من سبقهم الى هذا القول أو لهم خامس أظهر هذه المقالة؟
كلا لا يستطيع أحد أن يفعل ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وهؤلاء الاربعة لم يقولوا بتلك المقالة إلّا خوفا من بطش الحق ...
ثم قال في ص ٦٨ في مقام نقض القول السابق بالنسبة الى الصدوق :
«انّ الصدوق أورد بنفسه روايات كثيرة في كتبه التي ألفها والتي تدلّ على تغيير القرآن وتحريفه ونقصانه ، بدون أن يقدح فيها ويطعن ، ما يدلّ على أنّ عقيدته الاصليّة كانت طبق ما اعتقدها القوم. فنورد هاهنا روايات تسعة من الاحاديث الكثيرة التي أوردها في كتبه ، وقد يأتي ذكر بعضها في الباب الرابع.