قال وكان علي بن الحسين ع خارجا من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال علي بن الحسين مهلا عن الرجل ثم أقبل عليه فقال ما ستر عنك من أمرنا أكثر ألك حاجة نعينك عليها فاستحيا الرجل ورجع إلى نفسه فألقى عليه خميصة (١) كانت عليه وأمر له بألف درهم قال فكان الرجل يقول بعد ذلك أشهد أنك من أولاد الرسل.
وعن عبد الله بن عطاء قال أذنب غلام لعلي بن الحسين ذنبا استحق به العقوبة فأخذ له السوط ليضربه وقال (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) فقال الغلام وما أنا كذلك إني لأرجو رحمة الله وأخاف عذابه فألقى السوط وقال أنت عتيق.
واستطال رجل على علي بن الحسين ع فتغافل عنه فقال له الرجل إياك أعني فقال له علي بن الحسين ع وعنك أغضي.
وقال أهل المدينة ما فقدنا صدقة السر حتى فقدنا علي بن الحسين.
وقال ع إنما التوبة العمل والرجوع عن الأمر وليست التوبة بالكلام.
وعنه ع قال من قال سبحان الله العظيم وبحمده من غير تعجب كتب الله تعالى له مائة ألف حسنة ومحا عنه ثلاثة آلاف سيئة ورفع له ثلاثة آلاف درجة.
وروي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص انتظار الفرج عبادة ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل.
وعن الزهري قال حدثت علي بن الحسين بحديث فلما فرغت قال أحسنت بارك الله فيك هكذا سمعناه قال فقلت لا أراني حدثت حديثا أنت أعلم به مني قال لا تفعل ذلك فليس من العلم ما لم يعرف إنما معنى العلم ما عرف.
قال وعلي بن الحسين أمه يقال لها سلامة ويكنى أبا محمد.
وقال أبو نعيم أصيب سنة اثنتين وتسعين وقال بعض أهله سنة أربع وتسعين.
__________________
(١) الخميصة : كساء أسود مربع له علمان.