وعن معاوية بن عمار الدهني عن محمد بن علي بن الحسين ع في قوله جل اسمه (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (١) قال نحن أهل الذكر.
وقد روى أبو جعفر ع أخبار المبتدأ وأخبار الأنبياء وكتب الناس عنه المغازي وآثروا عنه السير والسنن واعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن النبي ص وكتبوا عنه تفسير القرآن وروت عنه الخاصة والعامة الأخبار وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء وحفظه عن الناس كثيرا من علم الكلام.
وروى الزهري قال حج هشام بن عبد الملك ـ فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه ومحمد بن علي بن الحسين ع في المسجد فقال له سالم يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين قال المفتون به أهل العراق قال نعم قال اذهب إليه فقال له يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة فقال له أبو جعفر ع يحشر الناس على أرض مثل قرص نقي (٢) فيها أنهار متفرقة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب قال فرأى هشام أنه قد ظفر به فقال الله أكبر اذهب إليه فقل له ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ فقال له أبو جعفر ع هي في النار أشغل ولم يشتغلوا عن أن قالوا (أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) (٣) فسكت هشام لا يرجع كلاما.
وروى العلماء أن عمرو بن عبيد (٤) وفد على محمد بن علي بن الحسين ع
__________________
(١) النحل : ٤٣ و ـ الأنبياء : ٧.
(٢) قال الجزريّ وفي الحديث يحشر الناس يوم القيمة على ارض بيضاء عفراء كقرصة النقى يعنى الخبز الحوارى. وهو الذي نخل مرة بعد مرة.
(٣) الأعراف : ٥٠.
(٤) عمرو بن عبيد بن باب البصري المتوفّى سنة ١٤٢ وقيل غير ذلك من علماء العامّة ومتكلمهم وكان تلميذ الحسن البصري ولهشام بن الحكم رضي اللّه عنه معه مناظرة لطيفة في امر الإمامة معروفة.