أبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني وغيرهم وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها.
أما ولادته
فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل سنة ثلاث وثمانين والأول أصح.
وأما نسبه أبا وأما
فأبوه أبو جعفر محمد الباقر وقد تقدم بسط نسبه وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وأما اسمه
فجعفر وكنيته أبو عبد الله وقيل أبو إسماعيل وله ألقاب أشهرها الصادق ومنها الصابر والفاضل والطاهر.
وأما مناقبه وصفاته
فتكاد تفوق عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها تضاف إليه وتروى عنه وقد قيل إن كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه ع وإن في هذا المنقبة سنية ودرجة في مقام الفضائل علية.
قلت كتاب الجفر مشهور (١) وفيه أسرارهم وعلومهم وقد ذكره مصرحا
__________________
(١) قد ورد ذكر الجفر في كثير من الروايات التي رواها أئمة الحديث كالكليني والصدوق والصفار وغيرهم وقد اختلفت فيه كلمات القوم من العامّة والخاصّة قال ابن خلدون في مقدّمته : اعلم أن كتاب الجفر كان أصله ان هارون بن سعيد العجليّ وهو رأس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم ولبعض الاشخاص منهم على الخصوص إلى أن قال : وكان مكتوبا عند جعفر في جلد ثور صغير فرواه عنه هارون العجليّ وكتبه وسماه الجفر باسم الجلد الذي كتبه منه لان الجفر في اللغة هو الصغير وصار هذا الاسم علما على هذا الكتاب عندهم وكان فيه تفسير القرآن وما في باطنه من غرائب المعاني مروية عن جعفر الصادق.
ثمّ ذكر بعض ما أخبر به (ع) قبل وقوعه ونقل بعض هذه الأخبار الفريد الوجدى في كتابه وقال الطريحي (ره) : في الحديث أملى رسول اللّه على أمير المؤمنين الجفر والجامعة وفسرا في الحديث باهاب ما عزّ واهاب كبش فيهما جميع العلوم حتّى أرش الخدش والجلد ونصف الجلدة. *