وروى أبان بن عثمان عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر إلى ابنه أبي عبد الله ع وقال أترى هذا من الذين قال الله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).
وروى هشام بن سالم عن جابر بن يزيد الجعفي قال سئل أبو جعفر الباقر ع عن القائم بعده فضرب يده على أبي عبد الله ع فقال هذا والله بعدي قائم آل محمد.
وروى علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر قال كنت عنده فأقبل جعفر ع فقال أبو جعفر هذا خير البرية.
وعن أبي عبد الله ع قال إن أبي ع استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش منهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه (يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وأوصى محمد بن علي إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة وأن يعممه بعمامة وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع وأن يحل أطماره (١) عنه عند دفنه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله قلت له يا أبة ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة وأشباه هذا الحديث في معناه كثير.
وقد جاءت الرواية التي قدمنا ذكرها في خبر اللوح بالنص عليه من الله تعالى بالإمامة ثم الذي قدمناه من دلائل العقول أن الإمام لا يكون إلا الأفضل يدل على إمامته ع لظهور فضله في العلم والزهد والعمل على إخوته وبني عمه وسائر الناس من أهل عصره ثم الذي يدل على فساد إمامة من ليس بمعصوم كعصمة الأنبياء ع وليس بكامل في العلم وتعري من سواه ممن ادعى له الإمامة في وقته
__________________
(١) الاطمار جمع الطمر : الكساء والثوب.