كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك فبعثه بنو أمية إلى الكوفة فافترسه الأسد واتصل خبره بالصادق ع فخر ساجدا وقال الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا
قلت هذا الحكم أبعده الله جار في حكمه ونادى على نفسه بكذبه وظلمه والأمر بخلاف ما قال على رغمه وبيان ذلك أن زيدا رضي الله عنه لم يكن مهديا ولو كان لم يكن ذلك مانعا من صلبه فإن الأنبياء ع قد نيل منهم أمور عظيمة وكفى أمر يحيى وزكريا ع وفي قتلات جرجيس ع المتعددة كفاية وقتل الأنبياء والأوصياء وصلبهم وإحراقهم إنما يكون طعنا فيهم لو كان من قبل الله تعالى فأما إذا كان من الناس فلا بأس فالنبي ص شج جبينه وكسرت رباعيته ومات بأكلة خيبر مسموما فليكن ذلك قدحا في نبوته ع وأما قوله وقستم بعثمان عليا فهذا كذب بحت وزور صريح فإنا لم نقسه به ساعة قط وأما قوله وعثمان خير من علي وأطيب فإنا لا نزاحمه في اعتقاده ويكفيه ذلك ذخيرة لمعاده فهو أدري بما اختاره من مذهبه وقد جنى معجلا ثمرة كذبه والله يتولى مجازاته يوم منقلبه.
فدام لي ولهم ما بي وما بهم |
|
ومات أكثرنا غيظا بما يجد |
وإذا كان القتل والصلب وأمثالهما عنده موجبا للنقيصة وقادحا في الإمامة فكيف اختار عثمان وقال بإمامته وقد كان من قتله ما كان وبالله المستعان على أمثال هذه الهذيان فقد ظهر لك أيدك الله ميل الحكم وبعده من الرشد حين حكم وتعديه الحق في النظم الذي نظم فليته كالصغاني حين وصل إلى بكم.
وقال لأبي ولاد الكاهلي أرأيت عمي زيدا قال نعم رأيته مصلوبا ورأيت الناس بين شامت خنق وبين محزون محترق فقال أما الباكي فمعه في الجنة وأما الشامت فشريك في دمه.
وقال إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعطته محاسن غيره وإذا أعرضت عنه سلبته محاسن نفسه.