إنا أهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا (١) وأكفان موتانا من طاهر أموالنا وعندي كفن وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان فتولى ذلك منه.
قلت بعدا لهذه الأحلام الهافية والأديان الواهية والعقائد المدخولة والنحل المجهولة والأنفس الظالمة والحركات الفاسدة والأهواء الغالبة والهمم القاصرة والسيرة القاسطة والطبائع العادية والعقول الغائبة فلقد أتوها شنعاء شوهاء جذاء تبكي لها الأرض والسماء وأظلم منها النهار تجاوزت حدها الأقدار ولم يأت بمثلها الكفار هل عرفوا أي دم سفكوا وأي حرمة انتهكوا وبمن فتكوا حين فتكوا وكيف أساءوا حين ملكوا فما أبقى ولا تركوا لم يخافوا أن تميد بهم الأرض فتهلكهم بزلزالها وتحل بهم المنايا فتعركهم بثفالها (٢) أو تمطرهم السماء بالعذاب أو تسد عليهم أبواب الخير في الدنيا ولهم في الآخرة سوء الحساب ألم يعلموا أنهم أراقوا دم النبي ص ألم يخرقوا بفعلهم هذا حرمة الإسلام ألم يعيدوها أموية ألم ينصبوا جسد النبي ص كما نصبه أولئك ذرية أما فعل الأواخر بموسى كما فعل الأوائل بالحسين ع أما جهدوا جميعا في تشتيت الكلمة وتفريق ذات البين ما أشبه الفعل الأول بالآخر وما أقرب نسبه الخافي إلى الظاهر ويحهم ثم هلا قنعوا بحبسه ولم يقدموا على إزهاق نفسه وتكوير شمسه هل أنكروا مجده وشرفه أو جهلوا قديمه وسلفه كلا والله بل عرفوه وأنكروه وأساءوا إليه بعد ما اختبروه فأقدموا منه على ما يوجب سخط الله العظيم والعدول عن النهج القويم والصراط المستقيم والخلود في العذاب الأليم أما علموا أن الله ادخر للظالمين جحيما أما قرءوا (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) أتراهم لم يعرفوا إيمانه ومذهبه ولا تحققوا أصله ونسبه بلى والله ولكن حب
__________________
(١) الصرورة : الذي لم يحج بعد.
(٢) الثفال : جلد يبسط فتوضع فوقه الرحى فيطحن باليد ليسقط عليه الدقيق ومنه قول زهير في معلقته «فتعرككم عرك الرحى بثفالها * وتلقح كشافا ثمّ تنتج فتتئم».