ص وأمير المؤمنين ع فهي أم سليم وكانت وارثة الكتب ولكل واحدة منهم خبر قد رويته ولم أطل الكتاب بذكره.
قلت وإنما ذكرت هذه لأنه أتم مما تقدم.
وحدث أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت في الحبس المعروف بحبس حسيس (١) في الجوسق الأحمر أنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان إذ دخل علينا أبو محمد الحسن وأخوه جعفر فخففنا له (٢) وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنه علوي قال فالتفت أبو محمد فقال لو لا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال أبو محمد هذا ليس منكم فاحذروه فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة وكان الحسن ع يصوم فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة (٣) وكنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة (٤) وما شعر والله به أحد ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر فتبسمت فقال ما يضحك يا أبا هاشم إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه فقلت صدق الله ورسوله وأنتم فقال لي أفطر ثلاثا فإن المنة لا ترجع (٥) إذا نهكها الصوم في أقل من ثلاث فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنه
__________________
(١) وفي بعض النسخ «حبيس» ونسخة المصدر خلت من اللفظة رأسا.
(٢) أي أسرعنا إلى خدمته ، وفي بعض النسخ «فحففنا به» بالحاء المهملة من قولهم حف له اي أطاف به.
(٣) الجونة : الخابية المطلية بالغار.
(٤) الكعكة واحدة الكعك : خبز يعمل مستديرا من الدقيق والحليب والسكر أو غير ذلك معرب «كاك».
(٥) المنة بالضم ـ : القوّة.